فيروس كورونا.. السعال والحمى قد يكونان علامتين لمرض “من الماضي”
من خلال مشاركة أعراض مماثلة مع “كوفيد-19″، ارتفع عدد الأشخاص الذين يعانون من عدوى خطيرة، توصف بأنها “مرض من الماضي”، بنحو أربعة أضعاف.
ومثّل فيروس كورونا أولوية للصحة العامة خلال العام الماضي، وكان الجميع يرجح الإصابة بـ”كوفيد-19” عند ظهور أعراض السعال والحمى، بشكل أثر سلبا على تشخيص الحالات المرضية الأخرى في وقت مبكر.
وتتشابه أعراض “كوفيد-19″، بالسل الرئوي (TB)، حيث تظهر أعراض مثل السعال، تبدأ الحمى وفقدان الوزن والتعرق الليلي.
ويقول المسعفون إن حوالي ثلث سكان العالم مصابون بـ”السل الكامن”، والذي يُشبه بـ”النوم في الجسم”، وهناك احتمال بنسبة 10% أن يصبح المرض المعدي “السل النشط”.
وقال الدكتور بادماساي بابيني: “عندما يعاني الناس من السعال أثناء الوباء، فإنهم يتصلون بخدمة الطوارئ ويبلغون عن أعراض مرتبطة بكوفيد-19 وليس السل”.
وأضاف استشاري الأمراض المعدية في مستشفى إيلينغ، أن التأخير في طلب المساعدة يوصف بأنه “من المآسي الحقيقية”.
ويظهر المزيد من المرضى الآن المرض المتصاعد، حيث يؤثر السل على مناطق متعددة من الجسم.
وأكد الدكتور بابيني أنه “إذا تم تشخيص المرضى مبكرا أو إذا تم تشخيصه في مرحلة الإصابة بعدوى كامنة، فيمكن علاجه”.
ويساهم مستشفى إيلينغ بالبيانات في مركز السل التابع لمنظمة الصحة العالمية. وهناك، يتم إجراء بحث لتحديد ما إذا كان يمكن أن تكون هناك علاقة بين مرض السل وكوفيد-19 أم لا.
وأشار الدكتور بابيني إلى “التأثيرات طويلة المدى” على وظائف الرئة لدى الأشخاص بعد الإصابة بفيروس كورونا، مثل “السعال المستمر” و”ضيق التنفس”.
وبالنسبة لأولئك الذين أصيبوا بالسل، هناك احتمال أن يفقدوا بعض وظائف الرئة أيضا، وما إذا كان وجود كلتا الحالتين يعرض المريض أكثر لخطر الآثار طويلة المدى أم لا، غير معروف حتى الآن.
ما هو مرض السل؟
أوضحت هيئة الخدمات الصحية الوطنية أن “السل عدوى بكتيرية تنتشر عن طريق استنشاق قطرات صغيرة من سعال أو عطس شخص مصاب”.
وعادة ما يصيب الرئتين، ولكنه قد يؤثر أيضا على البطن والغدد والعظام والجهاز العصبي.
أعراض مرض السل:
– السعال المستمر لأكثر من ثلاثة أسابيع ويصاحبه عادة البلغم الذي قد يكون مصحوبا بالدم
– فقدان الوزن
– التعرق الليلي
– ارتفاع في درجة الحرارة (حمى)
– التعب والإرهاق
– فقدان الشهية
– تورم في الرقبة
والعدوى المعدية “لا تنتشر عادة إلا بعد التعرض لفترات طويلة لشخص مصاب بالمرض”.
وفي معظم الأشخاص الأصحاء، يقتل الجهاز المناعي الطبيعي للجسم البكتيريا ولا يسبب أي أعراض.
ومع ذلك، بالنسبة للآخرين، لا يقتل الجهاز المناعي البكتيريا، ولكنه يتمكن من منعها من الانتشار داخل الجسم.
ويُعرف هذا باسم “السل الرئوي الكامن”، والتي لا تظهر عليها أي أعراض ولا تنتقل إلى الأشخاص الآخرين.
وحذرت هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية (NHS) من أن “السل الكامن يمكن أن يتطور إلى مرض السل النشط في وقت لاحق، خاصة إذا ضعف جهاز المناعة لديك”.
ويمكن علاج السل النشط عن طريق تناول المضادات الحيوية على مدى ستة أشهر.
وبعض أنواع السل مقاومة للمضادات الحيوية، لذلك يمكن تجربة العديد من الأدوية المختلفة.
وإذا تم تشخيص إصابة شخص ما بالسل الرئوي، فسيكون معديا لمدة تصل إلى ثلاثة أسابيع في مسار العلاج.