تشعر بالإرهاق وضعف العضلات؟.. احذر قصور الغدة النخامية
قصور الغدة النخامية هو اضطراب يحدث فيه فشل في الغدة النخامية، في إنتاج هرمون أو أكثر من الهرمونات، أو عدم إنتاج ما يكفي من الهرمونات.
الغدة النخامية هي غدة بحجم حبة البازلاء، تقع في قاعدة دماغك. إنها جزء من نظام الغدد الصماء في الجسم، ويتكوَّن من جميع الغدد التي تنتج وتنظِّم الهرمونات. على الرغم من صغر حجمها، تخلق الغدة النخامية وتطلق عدداً من الهرمونات التي تعمل على كل جزء من الجسم تقريباً.
تعرَّف على أعراض وعلاج هذا الاضطراب الهرموني النادر:
قصور الغدة النخامية يحدث عندما يكون لديك نقص (عجز) هرمون أو أكثر من هرمونات الغدة النخامية.
يمكن أن تؤثِّر أوجه القصور الهرمونية هذه على أي عدد من وظائف الجسم الروتينية، مثل النمو أو ضغط الدم أو التكاثر. تختلف الأعراض عادةً، بناءً على أي نوع من الهرمونات أو الهرمونات التي تفتقدها.
إذا كنت مصاباً بقصور الغدة النخامية، فستحتاج على الأرجح إلى تناول الدواء لبقية حياتك. يساعد الدواء على استبدال الهرمونات المفقودة، ممَّا يساعد على التحكم في الأعراض.
1. الأعراض
عادة ما تظهر العلامات والأعراض الخاصة بقصور الغدة النخامية بشكل تدريجي، وتصبح أسوأ بمرور الوقت. في بعض الأحيان، تكون خفية، ومن الممكن ألا تتم ملاحظتها لشهور بل ولأعوام أيضاً. ولكن بالنسبة للبعض، تظهر العلامات والأعراض فجأة.
تختلف علامات وأعراض قصور الغدة النخامية من شخص لآخر، حيث يعتمد على هرمونات الغدة النخامية التي تتأثر والحد الذي تصل إليه. بالنسبة للمصابين بنقص في أكثر من هرمون نخامي واحد، فإن النقص الثاني من الممكن أن يزيد أو في بعض الحالات يخفي أعراض النقص الأول.
2. الأسباب
يُعزَى حدوث قصور الغدة النخامية إلى عدد من الأسباب. يحدث قصور الغدة النخامية في كثير من الحالات نتيجة ورم في الغدة النخامية. وبينما يَزيد حجم ورم الغدة النخامية، فقد يضغط على أنسجة الغدة النخامية ويُتلِفها؛ مما يعيق إنتاج الهرمونات. يُمكن أن يضغط الورم أيضاً على الأعصاب البصرية، مما يُسبِّب اضطرابات بصرية.
وبالإضافة إلى الأورام، يُمكن لأمراض أو أحداث محدَّدة تُسبِّب تَلَفاً للغدة النخامية، أن تُؤدِّي إلى حدوث قصور الغدة النخامية أيضاً. ومن أمثلتها:
– إصابات الرأس
– جراحة الدماغ
– العلاج الإشعاعي بالرأس أو العنق
– قلة تدفُّق الدم إلى الدماغ أو الغدة النخامية (السكتة الدماغية) أو النزيف (النزف) في الدماغ أو في الغدة النخامية
– أدوية محدَّدة، مثل المخدِّرات أو جرعات عالية من الكورتيكوستيرويدات أو عقاقير محدَّدة لعلاج السرطان التي تُدْعَى مُثبِّطات نقاط التفتيش
– التهاب الغدة النخامية نتيجة لاستجابة غير طبيعية بجهاز المناعة (التهاب الغدة النخامية)
– التهابات الدماغ مثل التهاب السحايا، أو العدوى التي يُمكنها الانتشار إلى الدماغ، مثل السل أو داء الزُهري
– الأمراض الارتشاحية، التي تُؤثِّر على أجزاء عديدة في الجسم، بما فيها الساركويد، وهو مرض التهابي يُصيب أعضاء مختلفة، وأيضاً مرض كثرة منسجات خلايا لانغرهانس، وفيها تُسبِّب الخلايا الشاذة التندُّب في أجزاء متعدِّدة من الجسم، بالإضافة إلى مرض ترسُّب الأصبغة الدموية، الذي يُسبِّب الترسُّب الزائد للحديد في الكبد والأنسجة الأخرى
– الفقدان الشديد للدم أثناء الولادة، الذي قد يُسبِّب تَلَفاً في الجزء الأمامي من الغدة النخامية (متلازمة شيهان أو النخر النخامي التالي للولادة)
في بعض الحالات، يَحدُث قصور الغدة النخامية نتيجة طفرة جينية (موروثة). تُؤثِّر هذه الطفرات على قدرة الغدة النخامية على إنتاج واحد أو أكثر من هرموناتها، وغالباً ما تبدأ مع الولادة أو في مرحلة مبكِّرة من الطفولة.
قد يَحدُث قصور الغدة النخامية نتيجة لأورام أو أمراض في منطقة تحت المهاد، وهو جزء في المخ يقع فوق الغدة النخامية مباشرةً. تنتج منطقة تحت المهاد ذاتيّاً هرمونات تُؤثِّر مباشَرَةً على نشاط الغدة النخامية.
3. المعالجة
تتمثل الخطوة الأولى في علاج قصور الغدة النخامية غالباً في الأدوية التي تساعد على عودة مستويات الهرمون لديك إلى معدلاتها الطبيعية. يسمى هذا عادةً العلاج بالبدائل الهرمونية، وهذا لأنه يتم فيه تحديد الجرعات بحيث تتناسب مع الكميات التي ينتجها جسمك إن لم تكن لديك مشكلة في الغدة النخامية. وقد تحتاج إلى تناول الأدوية لبقية حياتك.
في بعض الأحيان، يؤدي علاج الحالة المتسببة في الإصابة بقصور الغدة النخامية إلى الشفاء التام أو الجزئي لقدرة جسمك على إنتاج هرمونات الغدة النخامية.
قد تشمل الأدوية البديلة الهرمونية ما يلي:
– الكورتيكوستيرويدات. هذه الأدوية، مثل هيدروكورتيزون (كورتيف) أو بريدنيزون (رايوس)، تحل محل الهرمونات الكظرية التي لا تُنتَج بسبب نقص الهرمون الموجه لقشرة الكظر. تتناولها عن طريق الفم.
– ليفوثيروكسين (ليفوكسيل، سينثرويد، وغيرهما). يُعالج هذا الدواء مستويات هرمون الغدة الدرقية المنخفضة (قصور الدرقية) التي يمكن أن يسببها نقص الهرمون المنبه للدرقية (TSH).
– الهرمونات الجنسية. وتشمل التستوستيرون لدى الرجال والإستروجين أو مزيج من الإستروجين والبروجسترون لدى النساء. يُعطَى التستوستيرون إما عن طريق الحقن أو عن طريق الجلد باستخدام لاصقة أو جل. يمكن إعطاء بديل للهرمون الأنثوي عن طريق الحبوب أو الجل أو اللاصقات.
– هرمون النمو. ويُسمى أيضاً الموجهة الجسدية (جينوتروبين، هوماتروب، وغيرهما)، يُعطَى هرمون النمو عن طريق الحقن تحت الجلد. وهو يعزز النمو؛ مما يساعد على زيادة الطول الطبيعي لدى الأطفال. قد يستفيد كذلك البالغون المصابون بأعراض نقص هرمون النمو من بديل هرمون النمو، لكن لن يزداد طولهم.
– هرمونات الخصوبة. إذا أصبحت عقيماً، يمكن إعطاء موجهة الغدد التناسلية عن طريق الحقن لتحفيز التبويض لدى النساء وإنتاج الحيوانات المنوية لدى الرجال.
4. مراقبة الأدوية وتعديلها
يُمكن لطبيب متخصِّص في اضطرابات الغدد الصماء (اخْتِصاصِي الغدد الصماء) مراقبة الأعراض التي تشعر بها ومستويات هذه الهرمونات في الدم؛ للتأكُّد من حصولكَ على الكميات المناسبة.
إذا كنتَ تتناول أدوية الكورتيكوستيرويدات، فستحتاج إلى التواصُل مع طبيبكَ لتعديل جرعة الدواء أثناء الأوقات التي تختبر فيها ضغطاً جسدياً أو عاطفياً كبيراً. ففي تلك الأثناء، سيُفرِز جسمكَ عادةً المزيد من هرمون الكورتيزول، للمساعدة في السيطرة على الضغط.
ربما يكون نفس الضبط الدقيق للجرعة ضرورياً عند إصابتكَ بالأنفلونزا أو الإسهال أو القيء أو الخضوع لعمليات جراحية أو عمليات الأسنان. وربما يكون ضبط الجرعة ضرورياً أيضاً أثناء فترة الحمل أو في حالة تغيُّر الوزن بصورة ملحوظة.
وكالات