خبير يحذر المغاربة من موجة وبائية ثالثة ويتحدث عن العودة للحجر الصحي
مع ارتفاع عدد إصابات ووفيات كورونا والحالات الحرجة في الأيام القليلة الأخيرة بالمغرب، عبر العديد من المواطنين عن تخوفهم من إمكانية انتشار الفيروس من جديد والعودة للحجر الصحي بعد عيد الأضحى، سيما بعدما سجل المغرب يوم الثلاثاء 1177 إصابة جديدة بكورونا، 1279 إصابة جديدة اليوم الأربعاء.
وفي هذا السياق، حذر مولاي مصطفى الناجي، مدير مختبر الفيروسات بجامعة الحسن الثاني في الدار البيضاء، وعضو لجنة التلقيح الوطنية ضد فيروس كورونا، المغاربة من إمكانية دخول البلد في موجة ثالثة، بسبب تزايد إصابات ووفيات كورونا في الأيام الأخيرة.
وشدّد مصطفى الناجي، في تصريح لـ”سيت أنفو” قائلا: “المنحنى الوبائي في المغرب في الوقت الذي كان مستقرا قبل حوالي سنة وكان لا يدعو إلى القلق، الملاحظ أن هذا المنحنى في الآونة الأخيرة عرف نوعا من التغيير في الأيام الأخيرة القليلة، شمل ارتفاع حالات الإصابة وحالات الوفيات الناتجة عن فيروس كورونا وارتفاع انتشار الوباء من جديد، وهذا كله أصبح مقلقا لأن الاستقرار الذي تعودنا عليه بشأن المنحنى بدأ في الارتفاع”.
وأضاف عضو لجنة التلقيح الوطنية ضد فيروس كورونا، أن “هناك دول عبر العالم دخلت في الموجة الرابعة لفيروس كورونا”، مبرزا أن ارتفاع معدل إصابات ووفيات كورونا بالمغرب يمكن أن يتسبب في دخول البلد في الموجة الثالثة، وهذا يستدعى من المغاربة إعادة النظر في معاملاتهم اليومية وأخذ الحيطة والحذر من خلال اتخاذ التدابير الاحترازية الواقية من كورونا، والمتمثلة في ارتداء الكمامة والتباعد الجسدي وعدم الاكتظاظ وغسل اليدين بالصابون”، قبل أن يشدّد قائلا “حان الوقت ليأخذ كل مغربي اللقاح للحماية من وباء كورونا”.
وبخصوص إمكانية عودة المغرب للحجر الصحي بعد عيد الأضحى، قال الناجي، إن هذا القرار يبقى من اختصاص لجنة تسهر على تدبير وباء كورونا، مبرزا أن قرارات اللجنة تكون مبنية على المعطيات الوبائية (عدد الحالات الحرجة، هل هناك ضغط على المستشفيات؟)، حيث أنه في هذه الحالة يمكن للجنة أن تقرر بشأن العودة للحجرة الصحي، أما إذا كانت فقط حالات قليلة والوضعية الوبائية لا تدعو إلى القلق، فإن قرار العودة للحجر الصحي ، يكون مستبعدا.
يشار أن حالات الإصابة الجديدة بكورونا المستجد، عرفت ارتفاعا متزايدا خلال ال24 ساعة الماضية بتسجيل 1279 حالة، مقابل 708 حالة شفاء، وخمس وفيات، بحسب ما أوردته وزارة الصحة.
أما عدد الأشخاص الذين تلقوا الجرعة الأولى من اللقاح المضاد للكوفيد فبلغ 10 ملايين و266 ألف و670 شخصا، بينما وصل عدد المتلقين للجرعة الثانية إلى 9 ملايين و204 ألف و753 شخصا. وأعلنت وزارة الصحة، مساء اليوم الأربعاء، أنه للأسبوع الثاني على التوالي، سجلت المنظومة الوطنية لليقظة والرصد الوبائي ارتفاعا متسارعا في عدد الحالات الجديدة المؤكدة بكوفيد-19، وكذا ارتفاعا في عدد الحالات الحرجة، الأمر الذي ينذر بانتكاسة وبائية جديدة في حال استمرار لامبالاة المواطنين واستهتارهم وعدم تقيدهم بالإجراءات الوقائية والحاجزية.
وأوضحت وزارة الصحة، في بلاغ لها، توصل “سيت أنفو” بنسخة منه، أن هذا الوضع المقلق يأتي في سياق رفع القيود عن السفر الدولي وإعادة استئناف الأنشطة الاجتماعية والرياضية والثقافية مع الرفع المتقدم لقيود الحجر الليلي والتنقلات الداخلية.
وأضافت الوزارة “لتجنب اللجوء إلى تشديد الإجراءات، فإن وزارة الصحة تحذر المواطنات والمواطنين من الاستهانة بهذا الخطر المحدق ببلادنا، خاصة بعد ظهور حالات إصابة بالسلالات المتحورة سريعة الانتشار والعدوى، حيث سجلت منظومة اليقظة الجينومية مجموعة من الحالات الناتجة عن السلالات المتحورة لفيروس السارس كوف من بينها 43 حالة ناتجة عن المتحور دلتا في أربع جهات بالمغرب”.
