دراسة تكشف تأثير الحجر الصحي على نفسية المغاربة
أكدت دراسة المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي حول “الانعكاسات الصحية والاقتصادية والاجتماعية لفيروس كورونا والسبل الممكنة لتجاوزها” أن مغربي من أصل ثلاثة مغاربة عانوا خلال فترة الحجر الصحي بسبب التباعد الاجتماعي.
وأكدت الدراسة أولا أن أبرز تأثير للتباعد الجسدي على سلوك المغاربة هو ارتفاع نسبة استعمال الوسائل الرقمية وتكنولوجيا الإعلام والتواصل، حيث خصص لها 51.5 في المائة من المغاربة وقتاً أكبر.
وأضافت أن متوسط المدة اليومية المخصصة للأشغال المنزلية داخل البيت قد ارتفع بدوره:”صحيح أن ذلك يختلف بحسب الفئة الاجتماعية، لكن يظل مع ذلك أن النساء في المناطق القروية هن اللواتي تأثرن، بشكل عام، أكثر من جميع فئات الساكنة الأخرى. ومع ذلك، فإن الرجال، حسب المندوبية السامية للتخطيط، انخرطوا بشكل أكبر من ذي قبل في الأعمال المنزلية، وبالأخص أولئك الذين لديهم مستوى تعليمي عال”.
وأكدت الدراسة تأثر مغربي واحد من بين كل ثلاثة مغاربة تقريبا بفترة الحجر الصحي، حيث عانى 18 في المائة من انعدام الخصوصية وعدم الارتياح في ممارسة أنشطتهم اليومية (العمل، الدراسة، الأشغال المنزلية…)، ولا سيما فئة الشباب، أضف إلى ذلك أن تتبع تعليم الأطفال والمشاكل المالية كانا من بين مصادر التوتر الزوجي.
وختمت الدراسة هذا المحور بالتأكيد على أن المغاربة قد واجهوا صعوبة كبيرة في التكيف مع المقتضيات التي يفرضها التباعد الجسدي، والتي تتطلب منهم إعادة النظر في أسلوب حياتهم داخل المجتمع (الدعوات العائلية، الحضور الجماعي في مراسم الحداد، إلخ) والتعود على الحد من الاتصال البشري قدر الإمكان. والواقع أن التباعد المتزايد بين الأجيال كان إحدى النتائج الرئيسية للأزمة الصحية، وذلك بسبب الفصل الإجباري للأحفاد عن أجدادهم، على اعتبار أن هؤلاء هم الأكثر عرضة للفيروس. وقد أثر ذلك بشدة على الحالة النفسية لهاتين الفئتين ذات الاحتياجات الخاصة.