يؤثر التوحد في قدرة الشخص على التواصل والاختلاط الاجتماعي والتكلم، وهناك نسبة غير قليلة من الأطفال المصابين بالتوحد لا يمكنهم التكلم أو يعبّرون عن أنفسهم بكلمات محدودة جداً مما يُقلق الأهل والمحيطين بالطفل. فمتى يتكلم الطفل التوحدي؟ الجواب نكشفه في هذا الموضوع :
التوحد وضعف التفاعل الاجتماعي
يمكن تعريف التوحد بأنه حالة اضطراب في الجهاز العصبي ينتج عنها ضعف في التفاعل الاجتماعي وتنمية المهارات. هذا الأمر يقف عائقاً أمام الطفل في ما خصّ التمتع بحياة طبيعية مليئة بالاختلاط والتواصل مع الأطفال الآخرين والتعلّم واكتساب المهارات.
متى تظهر أعراض التوحد
عادةً ما تظهر أعراض التوحد في السنوات الأولى من حياة الطفل بعد الولادة، وذلك على شكل العديد من الأعراض أبرزها ضعف التواصل وصعوبة في التعلم مع ضعف ملحوظ في التواصل والتفاعل الاجتماعي.
وفي حالات أخرى، يتطور الطفل بشكلٍ طبيعي في السنوات الأولى لكنه يُظهر أعراض التوحد في ما بعد عندما يصل عمره إلى 18 وحتى فترة 36 شهراً تقريباً.
متى يتكلم الطفل التوحدي؟
التأخر في الكلام من أبرز علامات الإصابة بالتوحد وقد يكون جرس إنذار للأهل الذين يبدأ شعورهم بالقلق عندما يلاحظون أيّ تأخر في تطوّر الطفل. وهناك علاجات قد تساعد الطفل على الكلام والتواصل مع محيطه، منها:
– الغناء:
يُعتبر الغناء للطفل من النشاطات التي يستجيب لها بسرعة في معظم الحالات وخصوصاً في حالة الإصابة بالتوحد. ويُفضّل لتشجيع الطفل على التكلم والتفاعل، اللجوء إلى الأغاني السهلة التي تُحفر في دماغه وتلك التي تحتوي على أصوات أو مقاطع موسيقية مميزة يمكن تمييزها بسهولة.
– التواصل مع الطفل:
رغم عدم قدرة الطفل التوحدي التواصل بشكل طبيعي مع محيطه، يُنصح بالإبقاء على التعامل معه والتواصل بشكل لا يدلّ على معاناته من أي حالة خاصة. التكلم مع الطفل وجعله يعيش في بيئة تعتاد على التواصل بكلّ التفاصيل، قد يشجّعه على الاستجابة مما يمكن أن يعزز مهاراته الاجتماعية.
– الحدّ من استخدام الأجهزة الإلكترونية:
غالباً ما ينجذب الطفل الذي يعاني من التوحد، إلى الأجهزة الالكترونية والتلفاز وألعاب الفيديو لأنها لا تتطلب أي تواصل أو تفاعل اجتماعي. للذلك ولتشجيعه على الكلام والتحدث، لا بدّ من الحدث من استخدام هذه الأجهزة أمامه والاستعاضة عنها بنشاطات أخرى تعزز مهاراته وقدراته الاجتماعية والتواصلية.
– جلسات منظمة للتواصل:
يُطلق عليها أيضاً جلسات التخاطب، وتُعتبر من الطرق الأفضل التي تساعد الطفل التوحدي على الاستجابة للتفاعلات الاجتماعية وتشجعه على تنمية المهارات اللغوية والتواصل مع الآخرين.
– التقليد:
هو الوسيلة الأولى التي تساعد الطفل الرضيع على التواصل مع محيطه، وما يفسّر ذلك هو محاولة تقليد الطفل لكل الأصوات والحركات التي يقوم بها أي شخص أمامه خصوصاً الناس الذي اعتاد على رؤيتهم. يمكن الاستفادة من هذا الأمر من خلال استعمال كلمات بسيطة وتكرارها أمام الطفل حتى يعتاد على قولها مع الوقت.
من المهمّ الإشارة إلى أنّ استجابة الطفل التوحدي للكلام والتفاعل الاجتماعي يختلف من طفل إلى آخر بحسب الحالة ودرجة التوحد التي يعاني منها.