يجهل الطفل الرضيع طريقة التواصل مع المحيطين به، فيقوم بأمور نجهل أسبابها، لكن أغلب سلوكياته الغرائزية تسعد قلب أمه، خصوصا عندما تحتضنه بين ذراعيها، وتضمه إلى صدرها لإرضاعه، فيبدأ بالتحديق بها.
ومن اجل فهم ما الذي تعنيه نظرات طفلك الرضيع، وبماذا يفكر، بالرغم أنه من الصعب جداً تخمين ماذا يجول في عقله، نقدم لك غاليتي بعض الأفكار التي تدور في ذهن رضيعك، من خلال تصرفات وحركات تعبيرية، حسب بعض الدراسات.
- يجدك طفلك جميلة عندما يبدأ بالتحديق إليك، حسب العديد من الدراسات الحديثة، كما أنه يرتاح، ثم يبدأ بإكتشاف محيطه والشعور حينها بالأمان، لأن التواصل البصري يقوي الروابط العاطفية لديه، خصوصا بينه وبين والدته.
- من الأمور التي تجعل طفلك يركز عليك والتفكير أثناء الرضاعة، هو حركات وجهك وتعابيرك التي تلفت انتباهه ويجدها مسلية، كما أن انفعالك وقلقك والتوتر النفسي الذي تعيشينه، يحسس طفلك بالحزب ، فيشرد في التفكير والتمعن، وهو تأكيد منه على مساندتك.
- يأكد أغلب علماء النفس والإختصاصيين، إلى أن الطفل الصغير ينشغل بدوره بالتفكير، فعقله لا يتوقّف أبداً عن التفكير والتطوّر، ويفكّر أولاً بالأشخاص الذين يحيطون به، كما يحاول إكتشاف ما يدور حوله، وتشكّل حركات تحديقه الغير مفهومة في بعض الأحيان، وسيلة للتعبير عن تفاعله مع محيطه ومحاولته الدائمة لاكتشافه.
- ترتبط الأفكار التي تراود طفلك، بوقت النوم أو الطعام، وتبدأ بالتكون لديه طريقة للتعبير عن حاجاته أو انزعاجاته، وبعد التحديق، يعتمد البكاء أو بعض الحركات، التي تسهل عليه لفت انتباهك، كما يفكّر طفلك بإستمرار في طريقة تمكنه من لمس الأشياء القريبة منه وإكتشافها.
- يستوعب طفلك العديد من الأمور أثناء التفكير عند إطعامه، ويبدو لك أنه يحب النظر في وجهك، لكنه أثناء التحذيق يدرس ملامحك، ويحاول تقليد تعابير وجهك، لذلك جربي فعل حركة، ثم انتظري بعض الوقت لتري إذا كان سيقلدها.
وتذكري غاليتي، أنك وعلى غرار جميع الأمهات، عند إنجاب طفلك الأول، تكونين مسرورة بأي تصرف يقوم به، وتتحملين صراخه والسهر بسببه، ولا تنشغلين عليه بأي شخص أو أمر، وهذه هي متعتك الحقيقية، لذلك إستمتعي بلحظاتك الأولى مع صغيرك، وتفاعلي معه قدر الإمكان، وقومي بتشجيعه على تنمية أفكاره ومساعدته على إكتشاف محيطه، بطرق بسيطة ومناسبة لعمره الصغير.