كثير من الآباء والأمهات لا يريدون لأطفالهم الشعور بالحرمان، لأنه شعور صعب وقاسي جدا، لهذا يقومون بتلبية جميع طلبات أطفالهم، وتدليلهم بشكل زائد، من خلال توفير جميع سبل الراحة، وجميع احتياجاتهم من ألعاب وملابس ومستلزمات خاصة، ليكبر وتكون طلباته التي سبق وتمثلت في لعبة أو بدلة أو حتى الاشتراك في رحلة، تجاوزت إلى سيارة وحاجيات باهظة الثمن.
وما لا يعلمه الآباء والأمهات، أن طريقة الدلال، ستؤثر بلا شك سلبًا على شخصية الطفل بعد ذلك، فيصبح شخصية غير متحملة للمسؤولية، ويرغب في الاستحواذ على كل شيء، دون عطاء ودون التفكير في الآخرين.
إذا زاد الدلال عن حدّه سينقلب إلى ضدّه
التدليل الزائد ينقلب لعكس ما يريده الوالدين لطفلهم، ومحاولة الوالدين لإرضاء الطفل وتدليله الزائد، سيتسبب في إفساده وإنشاء طفل غير متحمل للمسؤولية، وضعيف واتكالي، وغير مقدر لقيمة العمل وبذل الجهد.
الطريقة الصحيحة لتدليل الأطفال
عليكم إتباع الطرق الصحيحة والسليمة تربويا أثناء تلبية طلبات الأطفال، فعندما يطلب الطفل لعبة مثلا، وكنتم على استعداد لشراءها لا بأس من ذلك، مرة واحدة، فإذا طلب بعدها بقليل لعبة أخرى أو حلوى أو أي شيء، حتى لو توفر المال لديكم لشراء كل ما يطلبه، لا تلبوا له طلبا، بل علموه أنه ليس كل ما يتمناه المرء يدركه، وأن الجزاء يكون بعد إنجاز شيء معين.
ويجب أن تعلموا طفلكم بسعر ما تشترونه له، ثم أخبروه إن ادخر كل يوم مبلغا معينا، فقد يستطيع شراء ما يريد، وهكذا ينشأ الطفل معتمدا على نفسه، ولديه تصور عن الحياة بكل احوالها، وهذا لا يعني حرمانه من الراحة والطمأنينة التي يريدها.
كما يجب عليكم كآباء أن توازنوا بين الحرمان والتدليل الزائد، فلا تلبوا لأطفالكم كل ما يطلبونه، ولا تحرموهم من كل شيء، بل الوسطية هي المطلوبة، فمثلما يفسد الحرمان الطفل، فإن الإفراط في تدليله يفسده أيضًا، لذا انتبهوا في تصرفاتكم مع طفلكم، واحرصوا على انتهاج طريقة تربوية تتميز بالحزم واللين في الوقت نفسه.