تعد ركلات الجنين لرحم أمه، رمزا للطاقة وقوة ذلك الجسد الصغير النامي، غير أن معظم الأمهات تتساءلن عن أسباب ركل الجنين لرحمهن.
وحسب ما توصل إليه الباحثون في المملكة المتحدة، فإن موجات الدماغ المتزامنة مع حركات الأطراف أثناء النوم، قد تساعد الرضع في تكوين وعي أساسي بأجسامهم ومحيطهم المباشر.
وقال عالم الأعصاب لورينزو فابريزي: “إن الحركة العفوية والمعلومات الناتجة، عن اصطدام أطراف الوليد بالبيئة المحيطة خلال فترة النمو المبكرة، هي ضرورية لتكوين الخرائط الدماغية في حيوانات مثل الجرذان، في هذا البحث أظهرنا أن هذا ربما ينطبق على البشر أيضا”.
وأظهرت الدراسات التي أجريت على الحيوانات، أن تحركات الأطراف لدى الرضاع الجدد، هي المعالجة الحسية في الثدييات الفتية، ويتبين ذلك من خلال الأنماط العصبية المسماة «تذبذبات ألفا-بيتا» في الجهاز العصبي الجسدي.
ويظن العلماء، أن هذه الذبذبات تساعد الحيوانات حديثة الولادة، على استيعاب الصورة المادية للجسم.
وجد الباحثون أن نشاط أنماط الموجات الدماغية ألفا-بيتا، أثناء نوم حركة العين السريعة، يتضاءل عند الأطفال الأكبر سنا، ويكون أقوى ما يكون عند الأطفال الأصغر سنا، وأوضح الباحثون أن “هذا يشير إلى أن تذبذبات ألفا-بيتا المرتبطة بالحركة تؤدي دوراً طوال الفترة التي تعادل الثلث الأخير من الحمل، وتتوقف عند إتمام فترة الحمل الكاملة، حتى وإن استمرت الحركات نفسها”.
بعبارة أخرى، قد تظهر تحركات الأطراف النفضية في بعض الأحيان، خلال النوم النشط عند الأطفال الأكبر سنا، غير أن النمو الحسي المقابل للركلات المفاجئة يحدث فقط في حديثي الولادة، ويختفي مع بلوغ الرضع بضعة أسابيع.
وتحدث تلك الموجات الدماغية، التي ذكرها الباحثون، في نصف الكرة المخية المناظر للحركة، على سبيل المثال، حين يركل الطفل الرحم، بقدمه أو بيده اليمنى أثناء نوم حركة العين السريعة، يمكن ملاحظة الذبذبات في النصف الأيسر من الدماغ.