كيف تكتشفين إصابة طفلك بالتوحد؟
مرض التوحد، أو ما يعرف بمرض الذاتوية، وهو من أحد اضطرابات التطور التي تسمى بـ “اضطرابات في الطيف الذاتويّ”، والذي يصيب الطفل قبل بلوغه سن الـ3 سنوات، وبالتالي تؤثر على قدرة الكفل على التواصل بالمحيطين به.
ويصعب على أمهات الأطفال الذي يعانون من مرض التوحد، معرفة إصابتهم بهذا المرض في بدايته، نظرا لجهلهم بالعلامات التي ترافق الإصابة بـ”التوحد”.
هناك عديد من العلامات الشائعة لإصابة طفلك بالتوحد، والتي من الممكن أن تظهر في الأشهر أو السنوات الأولى من عمر الطفل، والتي سنذكر أهمها في التالي:
1- الطفل المتوحد لا يستجيب عندما يناديه أحد باسمه، ولا ينظر حتى له، وكأنه لم يسمعك، ويرفض العناق يبدو كأنه لا يدرك مشاعر وأحاسيس الآخرين، فهو ينكمش دائما على نفسه
2- الطفل المتوحد يعاني من مشكلة في نطق الكلمات والجمل، وحين يتحدث غالبا ما يتحدث بصوت غريب أو بنبرات وإيقاعات مختلفة، لا يستطيع المبادرة إلى محادثة، وقد يعيد الكلمات أو العبارات، لكنه لا يفهم متى يستخدمها.
3- الطفل المتوحد يقوم بحركات متكررة كالاهتزاز، والتلويح باليدين، والدوران، يتحرك باستمرار، كما أنه يصبح حساسًا تجاه الضوء الباهر والصوت العالي لا يفهم كثيرًا من تعليمات الأبوين وأوامرهما.
تعرفي على أكثر أنواع التوحد شيوعا عند الأطفال
يظهر اضطراب التوحد لدى الأطفال منذ السنوات أو الأشهر الأولى من عمره، بحيث تظهر عليه العديد من العلامات سواء على مستوى سلوكه وتصرفاتك وحتى على مستوى لغته.
ويعد اضطراب التوحد من الأمراض التي يصاب بها الطفل في بداية عمره والتي تؤثر على تفاعل الفرد مع الآخرين والتواصل وطريقة التعلم ، وهو من الاضطرابات التي تنقسم للعديد من الأنواع التي يجب أن تفرق بينها الأم، وأبرزها ما يلي:
النوع الأول
يسمى بمتلازمة “أسبرجر”، وهو من نوع من أنواع اضطرابات التوحد، إلا أنه هدا النوع أعراضه تكون خفيفة مقارنة بباقي الأنواع، ويعاني المصابون بـهذا النوع من أعراض معتدلة، كمشاكل في الاتصال البصري مع الآخرين، إظهار القليل من العواطف.
الأشخاص المصابين بمتلازمة “أسبرجر”، يعانون من عدم فهم الإشارات الاجتماعية الواضحة، فهم يواجهون صعوبة في التعامل اجتماعيًا، وعادةً ما يكون للمصابين بمتلازمة أسبرجر سلوكيات واهتمامات غير عادية.
النوع الثاني
يسمى بمتلازمة هيلر، بحيث إن الطفل ينمو بشكل طبيعي من ناحية المهارات اللغوية والاجتماعية والفهم لمدة عامين، وبعد دلك تبدأ عنده مشاكل في التواصل ويفقد مهارات اللغة التعبيرية وهي اللغة المنطوقة، ومهارات الاستقبال اللغوي أي يصبح يعاني من ضعف القدرة على فهم اللغة والاستماع.
النوع الثالث
وهو ما يعرف باضطراب التوحد الأساسي، وهو من أكثر الأنواع حدة وشيوعًا، بحيث يعاني الأشخاص المصابين بهذا النوع من صعوبة التواصل، وقد يعانون من الإعاقات الذهنية، ويكون لديهم تأخر لغوي كبير وتحديات اجتماعية، وتصدر عنهم تصرفات مختلفة ومتكررة، فهم يفقدون المهارات الاجتماعية واللغوية والعقلية كذلك.
نصائح لتهدئة الطفل المتوحد أثناء غضبه
التعامل مع الأطفال الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد، ليس بالأمر السهل والهين، فهو يفرض عليك الكثير من الصبر، لاسيما وأن تعامل وسلوك الطفل المتوحد تختلف عن الأطفال الآخرين.
كما أن الآباء والأمهات مطالبين بالتعامل مع الأطفال التوحديين بحب وعطف ودون عنف، خاصة في حالة غضبهم وانهيارهم، هنا يكون الآباء والأمهات مطالبين بالتعاطف والإنصات لمعاناة وغضب الطفل التوحدي.
فالطفل المتوحد هو طفل مختلف عن باقي الأطفال، لذلك يجب أن تقدمي له عناية خاصة به، ففي حالة غضبه حاولي أن تبعديه عن الأشخاص واذهبي أنت وهو إلى مكان هادئ، وحاولي أن تقدمي له بعض الألعاب التي من شأنها أن تهدئه وتقلل من غضبه، وتجنبي أن تصرخي أنت أيضا عليه.
بالإضافة إلى ذلك، إذا كان الطفل يغضب من فعل شيء كغسل أسنانه، أو تطعيمه، حاولي أن تغيري الموضوع، إلى حين أن يهدأ، يجب عليك السيطرة على مشاعر الغضب عنده، وقومي بمدحه وتشجيعه.
اضطراب طيف التوحد عند الأطفال.. التشخيص وطرق العلاج
يلعب التشخيص المبكر دورا مهما في علاج مرض التوحد لدى الأطفال، لذلك يجب على الأمهات الانتباه لبعض تصرفات أطفالهم منذ الصغر لمعرفة إن كانت هناك أعراض تشير لإصابتهم بالتوحد، ومن ثم، التوجه للطبيب المختص.
والطبيب الاختصاصي في علاج مرض التوحد، غالبا ما يقوم بالعديد من الفحوصات من أجل تقييم الاضطراب، ومن خلال التشخيص يتم اختيار العلاج المناسب للطفل، وذلك بحسب خطورة المرض وحدة أعراضه.
ويظهر التشخيص الذي يكون غالبا قبل بلوغ الطفل سن الثلاث سنوات، إن كان هناك خلل في التطور، أو خلل في العلاقات الاجتماعية المتبادلة مع الآخرين، أو وجود تأخير في اكتساب المهارات اللغوية.
فعلاجات مرض التوحد عند الأطفال تكون بحسب حدة الأعراض، من الممكن أن يكون العلاج سلوكي، بحيث يتم التعامل مع مريض التوحد، من خلال مجموعة من البرامج التي تساعد على تطوير المهارات اللغوية والسلوكية، وذلك من أجل تطور مهاراته في التواصل مع العالم الخارجي.
بالإضافة إلى ذلك، من الممكن أن يكون العلاج تربوي من قبل المتخصصين، بحيث يتم إدماج الطفل الذي يعاني من التوحد في مجموعة من الأنشطة، من أجل تطوير المهارات الاجتماعية لديه، أو من الممكن الاقتصار فقط على العلاج الأسري والذي يشمل التفاعل مع أفراد أسرة الطفل وهذا لتعريفهم كيفية التعامل مع الطفل المصاب بالتوحد.