يعتبر الصرع من بين الأمراض التي يمكن أن تصيب قسماً كبيراً من الأطفال، لتثير بذلك قلق الأهل. فالصرع هو اضطراب الجهاز العصبي المركزي (العصبي) الذي يصبح فيه نشاط الدماغ غير طبيعي، مما يسبب نوبات أو فترات من السلوك غير العادي، والأحاسيس، وصولاً الى الوعي في بعض الأحيان.
اول علامات الصرع عند الأطفال
إن أولى علامات الصرع عند الأطفال هي تكرار النوبات، لكن ليست كل نوبات الصرع متشابهة. فتسبّب بعض النوبات حركات جسدية واضحة أو فقدان الوعي، ولكن في حالات أخرى قد لا تكون النوبة مرئية للأهل ولا حتى للطبيب. ويمكن أن تختلف نوبات الصرع حسب نوع الصرع الذي يسببها، فالصرع الجزئي يسبب نوبات موضعية تنشأ في جزء محدد جداً من الدماغ، لكن هذه النوبات يمكن أن تنتشر عبر الدماغ لتصبح نوبات شاملة.
وهناك نوعان من النوبات الجزئية:
– النوبات الجزئية البسيطة: لا تسبّب فقدان الوعي، وقد يواجه الطفل المصاب بنوبة ضوئية أو ضوضاء صاخبة، وقد تقتصر الأعراض الخارجية على حركات متشنجة في الوجه أو اليدين.
– النوبات الجزئية المعقدة: غالباً ما تبدأ النوبات الجزئية المعقدة بعد التعرّض لرائحة معيّنة، أو شعور بالقلق، أو إحساس غريب في المعدة وغيرها من الأعراض غير المرئية. قد يتعرض الطفل إلى حركات متكررة صغيرة مثل التقاط الملابس أو تحريك فمه بصمت. غالباً ما يصعب على الطفل وصف الأحاسيس التي تؤدي إلى النوبة.
أما أنواع النوبات الشاملة:
نوبات الغياب: هي شائعة عند الأطفال، تدوم لبضع ثوانٍ فقط ولها علامات ظاهرة خفيفة فقط، مثل ارتعاش عضلات الوجه. قد يُصاب بعض الأطفال بهذه النوبات مئات المرات في اليوم.
النوبات الخطيرة الارتجاجية: تكون على مرحلتين: في المرحلة الأولى يفقد الطفل وعيه تماماً؛ في المرحلة الثانية تبدأ معه الرعشة القوية. عادةً ما تختفي هذه النوبات من تلقاء نفسها، ولكن من المهم ان يتلقى الطفل علاجاً فورياً لمنع تلف الدماغ أو حتى الموت.
علاج الصرع عند الأطفال
هناك العديد من أدوية الوقاية من نوبات الصرع، تسمى العقاقير المضادة للصرع أو الأدوية المضادة للاختلاج. ومع ذلك، قد يستغرق الأمر أحياناً بعض الوقت للعثور على أفضل ما يناسب كل طفل. هذه الأدوية لا تغير قابلية المخ الكامنة لإنتاج نوبات، بل تعالج فقط أعراض الصرع عن طريق الحدّ من وتيرة النوبات. لذلك من المهم اتباع إرشادات الطبيب المحددة.
