تعرف الغيرة بأنها انفعال مركب من الغضب والحقد والخوف، يشعر به الشخص عندما يدرك وجود من ينافسه على مركز أو مكانة، ويجد في حصول منافسة عليها حرمانا له منها، أو تهديدا له بالحرمان من الحصول عليها.
فالغيرة هي حالة انفعالية داخل الفرد، وفي عالم الأطفال تمثل شعورا مؤلما يصاحبه قلق وتوتر، ينشأ عادة نتيجة فشل الطفل في الحصول على أمر مرغوب، كحب شخص أو الوصول إلى مركز أو قوة أو لعبة، في حين ينجح طفل آخر في الحصول عليه.
ومن أكثر مواقف الغيرة شيوعاً بين الأطفال، عندما يولد للطفل أخ أو أخت جديد، بالإضافة إلى الغيرة بين الإخوة في المراحل العمرية المتقدمة ، حيث يكون الشعور بالغيرة في هذه المرحلة ناجماً عن مواقف الإخفاق والفشل أو الشعور بالنقص في قدراته، أو بسبب معاملة الأباء لهم، في صورة تفضيل أحد إخوته عليه.
وللوالدين دور هام في التخفيف من حدة التوتر الذي تثيره مشاعر الغيرة الشديدة بين الأولاد، ويعتبر نجاحهما في تدريب الأبناء على العيش في جوّ من الوئام والتآلف، مؤشراً جيداً لإمكانية نجاح هؤلاء الأولاد في العيش مع غيرهم من أفراد المجتمع مستقبلاً.
ونقدم لك غاليتي، نصائح مهمة للسيطرة على حروب الغيرة بين أبنائك:
- أشعري ولدك بقيمته ومكانته في الأسرة والمدرسة وبين الزملاء، لتفهمه الفرق بينه وبين إخوته.
- علمي أبناءك أنّ الحياة أخذ وعطاء، وأن الله تعالى يمنح كل عبد من عباده نعم ومميزات خاصة به، ودرّبيهم على التفكر فيما لديهم من النعم وعلى استشعار الحمد والشكر لله تعالى عليها.
- اجعلي تعاملك مع أبنائك قائماً على أساس المساواة والعدل، دون تمييز أو تفضيل ابن على آخر، مهما كان جنسه أو سنه أو قدراته، فلا تتحيزي وأو تميزي، بل معاملة عادلة لجميع الأبناء.
- ابتعدي عن المقارنة الصريحة بين الأبناء، فكل طفل له شخصيته المستقلة ومزاياها الخاصة بها.
- المساواة في المعاملة بين البنين والبنات، لأن التفرقة في المعاملة تؤدى إلى شعور الأولاد بالغرور والإستعلاء مما يثير مشاعر الغيرة عند البنات.
- تشجيع الأبناء على تنمية مواهبهم وهواياتهم المختلفة، مثل: جمع الطوابع، والقراءة، وألعاب الكمبيوتر وغير ذلك، وبذلك يتفوق كل ٌمنهم في ناحية، وتبرز الفروق الفردية بينهم، ويصبح تقييمه وتقديره بلا مقارنة مع الآخرين.