علامات تشير إلى أنَّك غير سعيد في حياتك
عدم وجود هدف محدَّد، أو الشعور بأنَّ حياتك خالية من البهجة، وأنَّك تسير دونما وجهة واضحة، كل ذلك ضرر حقيقي يلحق بك وأحياناً كثيرة يتسلَّل إلى حياتك تدريجياً:
– فقدان الرؤية الواضحة المتعلقة بهويتك:
تتكاثر الأولويات في الحياة بسرعة كبيرة، كالأطفال، والوظيفة، والعلاقات، وكل الأشياء التي تساهم في تحديد ما نحن عليه الآن، وكل جانب من هذه الجوانب يتطلَّب طاقتنا واهتمامنا، وأحياناً بدرجة مفرطة، وما يحدث غالباً أنَّ هذه النواحي من الحياة تستهلك وقتنا واهتمامنا لدرجة أنَّ كل قرار نتخذه هو من أجل شخص آخر. فنسعى دائماً إلى إرضاء الآخرين، بصرف النظر عمَّن هم هؤلاء الآخرون حتى نجد أنفسنا قد نسينا هويتنا وما الذي يجلب الرضا لنا وليس للآخرين، ونجد أنفسنا حائرين لا نملك ما نفعله وحدنا، لأنَّنا اعتدنا على فعل كل شيء من أجل الآخرين. عندما نغفل عن الأشياء التي تستحوذ على اهتمامنا الشخصي بصرف النظر عن الآخرين، فإنَّ ذلك علامة على أنَّنا أهملنا أنفسنا لفترة طويلة جداً، وأصبحنا نحتاج إلى وقت لاستعادة التركيز والتأكُّد من أنَّنا على المسار الصحيح.
– عدم وضع حدود واضحة:
تعكس الحدود التي نضعها المعايير التي نلتزم بها ومدى تقديرنا لذواتنا، وفي المقابل يعطي الفشل في وضع هذه الحدود رسالةً إلى المحيط الخارجي أنَّنا مستعدون لتلبية أي طلب، بصرف النظر عن مدى سلبيته وتأثيره الضار في حياتنا. فقد لا تكون المواقف التي تؤكِّد على هذه العلامة الخطرة أشياء لافتة للنظر، يكفي أنَّك تتناول وجبة لا ترغب فيها في المطعم لتساير الشخص الذي تأكل معه، أو عدم الاعتراض على شخص ينسب فكرتك الخلَّاقة في العمل إليه؛ فكلما تسامحت مع الآخرين، تمادوا في ظلمك. إنَّ التخلي عن هذه المعتقدات المُقيِّدة والخاطئة هو الخطوة الأولى لوضع حدود تعزِّز وتحافظ على سلامتك العاطفية التي لها دور بالغ الأهمية في تقدمك؛ لذا لا ينبغي أن يكون وضع الحدود أمراً صعباً كما نتصوَّر، فلا أحد يخبرك بأن تعتزل كل الأشخاص وتعيش في جزيرة نائية، ولكن في نفس الوقت لا تسمح للآخرين باستغلال لطفك وطيبة قلبك.
– مواجهة صعوبة في اتخاذ القرارات الهامة:
نتخذ قراراتنا المصيرية غالباً مستعينين بحدسنا، ويدفعنا هدفنا وهويتنا لاتخاذ القرار الذي نرى أنَّه الأكثر انسجاماً مع قيمنا؛ لذلك، من المستحيل أن نتمكَّن من اتخاذ القرارات المناسبة إذا لم نتمتَّع بوضوح الرؤية بخصوص الأشياء الهامة بالنسبة إلينا. هذا ضروري بديهياً لنتمكَّن من تحديد المسار الذي سنتخذه، ولكن إذا كنت ولفترة طويلة تضحي بسلامتك وعافيتك لدرجة أنَّك فقدت مهارة الإصغاء إلى حدسك، فذلك مؤشر خطير يعني أنَّه حان الوقت لإعادة التركيز على نفسك.
– خشية البقاء وحيداً:
بالتأكيد، يمكن أن يكون الوجود مع الآخرين أكثر متعة من البقاء في عزلة، ولكن هناك فرق بين الرغبة في مشاركة الوقت مع الآخرين، والاعتماد على وجود الآخرين حولنا؛ لذا يجب أن تطوِّر قدرتك على الاكتفاء الذاتي والشعور بالرضا عن النفس في الحالات التي تقضي فيها وقتاً وحدك. لكن إذا كان إدراكنا لهويتنا وتقديرنا لذاتنا معتمداً كلياً على ما نقدِّمه للآخرين، واستمر هذا الوضع لفترة طويلة، لدرجة أنَّنا لم نعد نعرف كيف نهتم بأنفسنا، فمن الطبيعي أن نشعر أنَّ قضاء الوقت وحدنا أمر صعب جداً. إذ يمكن أن يؤدي ذلك، ونتيجة لخشيتنا من البقاء وحدنا، إلى علاقات خاطئة مع الأشخاص الخاطئين فقط لكيلا نبقى وحدنا حتى لو لم تكن هذه العلاقات لمصلحتنا.
– التخلِّي عن اهتماماتك وهواياتك:
فكِّر في الأشياء التي تثير شغفك، والتي تحب القيام بها سواء القراءة أو الرسم أو ممارسة رياضة معيَّنة وغير ذلك، بصرف النظر عن هواياتك، فكَِر في آخر مرة خصَّصت فيها الوقت لممارستها.