إن ظهور الدم أو النزيف خلال الحمل غالباً ما يسبب الذعر للمرأة الحامل، إن كان ذلك في الفترة الأولى منه أو في مراحل متقدّمة. ولكن الحقيقة أن النزف هو من الحالات التي يمكن أن تحدث بشكل طبيعي عند المرأة الحامل، ويمكن أن يكون حادثاً عرضياً أو أن يكون خطيراً، وخطورته يتم تحديدها من خلال كمية الدم التي تظهر، نوعها والمدة التي يستمر خلالها ظهور الدماء. فاطلعي معنا على أسباب ظهور الدم في المراحل المبكرة من الحمل، واكتشفي متى يكون خطيراً، مع العلم أننا ندعوك إذا كنت حاملاً إلى مراجعة طبيبك في كل الأحوال، حتى ولو كانت كمية الدم التي ظهرت لديك قليلة جداً.
النزيف غير الخطير
في بداية الحمل، من الممكن أن تلاحظي نزول كمية قليلة من الدم، وهي تكون نتيجة انغراس البويضة المخصبة في جدار الرحم. هذا النوع من النزيف يتكوّن غالباً من بضع قطرات من الدم البني أو الزهري اللون، يدوم لساعات أو ليوم أو يومين، ولكنه لا يصبح غزيراً. وهو بطبيعة الحال ليس خطيراً بل إنه من أولى علامات الحمل.
من ناحية أخرى، التغيّرات الهرمونية التي تجتاح الجسم مع بداية الحمل ممكن أن تتسبب بظهور القليل من الدم، كما وعندما تخضع المرأة للفحص الداخلي من قبل الطبيب، يمكن أن ترى بعض الدماء أيضاً، كذلك الأمر بعد ممارسة العلاقة الحميمة مع زوجها. في هذه الحالات يكون الوضع آمناً في الغالب، ولكن ذلك لا يلغي أهمية مراجعة الطبيب في كل شيء ولو كان بسيطاً.
النزيف الخطير
إذا كانت كميات الدماء التي تفقدها المرأة الحامل غزيرة، ولون الدم أحمر أو أسود وتوجد فيه تجلطات أو بعض الكتل الدموية، وإذا دام النزيف الغزير ليومين أو أكثر ورافقته أوجاع في أسفل البطن والظهر، وفي منطقة الحوض.
هذه الحالات ممكن أن تشير إلى حصول الحمل خارج الرحم وهو حالة خطيرة يمكن أن تهدد قدرة المرأة على الإنجاب في المستقبل كما أنه ممكن أن يكون خطيراً على حياتها. والنزيف الناتج عن الحمل خارج الرحم ترافقه الأوجاع في البطن وحالة من الدوار الشديد.
ممكن أن يكون النزيف إشارة إلى الإجهاض، وهو في هذه الحالة يترافق مع آلام البطن والظهر.
أما النزيف الي يحصل في الثلث الثاني أو الثالث من الحمل فهو يشير إلى انفصال المشيمة المبكر أو إلى تمزّق الرحم مما يؤدي إلى الولادة المبكرة مع كل ما يرافقهامن مضاعفات خطيرة.