يقع عدد من الآباء والأمهات في خطأ المقارنة بين أطفالهم سواء من ناحية المعدلات بالمدرسة واختلاف الكفاءة والقدرات الفكرية لديهم، الأمر الذي قد يؤدي لحدوث أضرار خطيرة لدى الطفل الذي تعمل على التقليل منه بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.
وتؤدي المقارنات بين الأطفال لخلق العداوة فيما بينهما ، فمقارنة الطفل بطفل آخر أمامه يزيد من حدة المشكلة ولا يعالجها، بحيث تصبح مشاعره عدوانية ويشعر بالغيرة والحسد من الشخص الآخر، وقد ينشأ عن ذلك الشعور بالكراهية حتى لو كان الطفل الآخر هو شقيقه.
إن المقارنات لا تزيد الطفل حماسًا لفعل الشيء نفسه بالعكس تماما، فهو يصبح غير قادر على التفكير في كيفية تطوير مهاراته الدراسية أو كيفية زيادة معدلاته بل همه الوحيد هو الانتقام من الطفل الذي تمت مقارنته به.
وتنتج عند هذه المقارنات شخصية جديدة لدى الطفل، بحيث يفقد الثقة بنفسه وبقدراته، فالطفل بمجرد مقارنته مع طفل آخر يشعر بتحجيم قدراته من قبل والديه، مع العلم أن دور الوالدين هو التحفيز وتعزيز ثقة الطفل بقدراته وليس العكس.
إن المقارنة تجعل الطفل يفشل في الإبداع ويفشل في مختلف المجالات، حيث أنه لم يستفد من المقارنة ولم يعد يهتم بقدراته الخاصة، لأن تم التقليل من رغبته الخاصة في عمل ما وبالتالي يصعب عليه التحسين في أدائه أي كان هذا الأداء.
وقد يتعرض الطفل مع مرور الوقت لإجهاد نفسي كبير نتيجة سماعه للمقارنات اليومية وانعدام ثقته بنفسه، وبالتالي قد يتطور الأمر إلى إصابته بالاكتئاب أو مرض نفسي حاد صعب التعامل معه ويضطرك لأخذه لطبيب نفسي من أجل الخروج من هذه الحالة.