يعتبر السقوط على الأرض والصراخ والضرب والبكاء والابتزاز من أبرز مظاهر نوبات غضب الأطفال. وعادة ما يعاقب الآباء أطفالهم لهذه التصرفات نظرا لجهلهم بكيفية التعامل مع هذا السلوك الذي ينشأ عادة عندما يشعر الأطفال بالإحباط أو الغضب أو الحزن، ولا يمكنهم العثور على الكلمات المناسبة للتعبير عن هذه المشاعر.
في تقرير نشرته مجلة “سوي كارمن” (Soy Carmin) المكسيكية، قالت الكاتبة ياسمين لوبيز: لا داعي لشعور الآباء بالقلق إزاء هذا السلوك الطفولي حيث أكد المختصون أن نوبات الغضب ضرورية لنمو الطفل.
ومع ذلك، من أجل مراعاة الصحة العقلية الخاصة بهم وبأبنائهم، يحتاج الآباء أيضا إلى معرفة كيفية وضع حدود لهذا السلوك دون فقدان الصبر أو التصرف بعدم احترام. وقد حدد الخبراء طرقا بسيطة وسهلة التطبيق للغاية من شأنها أن تساعد الآباء على تحسين علاقتهم بأطفالهم.
في هذا الصدد، تشير سالي ر. نيوبرغر أخصائية نفسية سريرية، ومعالجة نفسية للأطفال، إلى أن كل ما على الآباء فعله هو تعلم “كسر” نوبة الغضب لوضع حد لسلوك الطفل المعقد.
وقد ابتكرت سالي هذا البديل الذي طوّر بشكل جذري طريقة تربية الأطفال من خلال توفير الخيارات القائمة على الإدراك العقلي البشري. وتستخدم مهاراتها ومعرفتها، باعتبارها طبيبة نفسية ومعالجة، لإنشاء طريقة الأبوة والأمومة المفيدة التالية:
– السؤال “السحري” الذي يوقف نوبات غضب الطفل
في حال كان طفلك الصغير على وشك التعرض لنوبة غضب، انحنِ حتى تتمكن من النظر مباشرة في عينيه واسأله بهدوء “هل هذه مشكلة بسيطة أو متوسطة أو معقدة؟”. من شأن هذا السؤال أن يجعل الطفل يحلل الموقف. وانطلاقا من هذه اللحظة، سوف يقيّم أهمية المشكلة وسيعرف كيفية حلها دون الحاجة إلى نوبات الغضب أو تبني السلوكيات لجذب انتباه الوالدين.
بفضل استخدام هذه التقنية، سوف تفتح طريقا جديدا في التعامل مع طفلك وستعرف كيف تعلمه كيفية التعبير عن مشاعره دون فقدان السيطرة. من شأن هذه الطريقة أن تُشعر الطفل بمزيد من الأمان، وسيكون أكثر وعيا بكل حركاته وسلوكياته، كما أنه سيُدرك أهمية رأيه ومشاعره.
يذكر موقع “أن تكون والدا” المتخصص على الإنترنت أن الحفاظ على موقف مريح وعاطفي أثناء نوبات غضب أطفالك أمر ضروري بالنسبة لهم، وذلك لخلق روابط ثقة وتحسين تواصلهم. وينبغي ألا يصرخ الآباء أو يلجؤون إلى الضرب، فبنظرة واحدة وسؤال محدد، يمكن حل المسألة.
تساعد هذه التقنية الأطفال على فهم أن عواطفهم صحيحة ومهمة، وتمنحهم الفرصة للاعتقاد بأن هناك بدائل أخرى لحل مشاكلهم. علاوة على ذلك، سوف يتعلم الطفل أنه حين يصرخ ويبكي ويركل دون حسيب ولا رقيب، فإنك لن تفهمه أو تهتم به. لذلك، يجب أن يهدأ إذا كان يريد أن ينتبه الآخرون إليه.
وكالات