قبل رحيلها.. أيقونة فن “العيطة” الحمداوية تحكي قصة اعتقالها وبداياتها الفنية -فيديو
ودعت أيقونة الفن الشعبي المغربي، الحاجة الحمداوية، جمهورها، عن عمر يناهز الواحد والتسعين سنة، بعد صراع مع المرض أدخلها قبل أيام للمستشفى، إلا أنها تركت بصمتها الفنية وجعلت اسمها يلمع في سماء فن “العيطة”.
الراحلة “الحاجة الحمداوية” عاصرت ثلاثة ملوك مغاربة، الملك محمد الخامس والحسن الثاني ومحمد السادس، وعرفت بالمرأة المقاومة للاحتلال الأجنبي آنذاك، وكانت مجمل أغانيها تحمل رسائل خفية للمستعمر والتي كانت سببا في اعتقالها.
وكانت الحاجة الحمداوية، قد كشفت في حوار أجرته مع موقع “سيت أنفو” قبل وفاتها، عن قصص وأحداث مثيرة عاشتها طيلة فترة الاستعمار، وعن أغانيها التي كانت عبارة عن رسائل مشفرة ضد المستعمر، والتي قادتها إلى مخافر الشرطة أكثر من مرة بتهمة الإساءة إلى السلطات.
وقالت عملاقة الفن الشعبي الحمداوية، إنها أحيلت أكثر من مرة إلى مخفر الشرطة للتحقيق معها بخصوص معاني كلمات أغانيها، حيث إن عدد من المسؤولين آنذاك كانوا يتهمونها بالإساءة إلى السلطات في بعض أغانيها كأغنية “آش جابك لينا حتى بليتينا”، والتي اعتبرتها سلطات الحماية أنها موجهة لابن عرفة.
الاعتقالات المتكررة التي كانت تطال الفنانة الرحلة “الحمداوية” خلال فترة الخمسينات، دفعتها للسفر إلى فرنسا، إلا أنه تم اعتقالها هناك لمدة شهر داخل السجن الفرنسي دون معرفة سبب توقيفها، قبل أن تقرر العودة إلى بلدها الأم بعد الاستقلال، حسب ما روته الراحلة لموقع “سيت أنفو”.
وكشفت صاحبة أغنية “حاضية لبحر” عن تقديمها مجموعة من أغانيها أمام عدد من الملوك والأمراء والأميرات، كما أحيت العديد من الحفلات داخل القصر الملكي منذ عهد الراحل محمد الخامس، إلى زفاف الملك محمد السادس والأمير مولاي رشيد وعقيقة ولي العهد مولاي الحسن.
وبعد مشوار طويل من العطاء الفني، قررت الفنانة المغربية الحاجة الحمداوية، خلال شهر غشت من السنة الماضية، اعتزالها للفن، وسلمت لابنة العد،اء سعيد عويطة، المشعل ووضعت ريبرتوارها الغنائي الكبير قيد تصرفها بملء إرادتها وبدون أي مقابل.