لا تكاد تخلو أغلب الحوارات الفنية من ذكر خديجة مركوم كشيخة طبعت مرحلتها، لكن ذلك يكون عادة بشكل يغيب جانبًا من ما قدّمته لفن “العيطة” التي تعتبر واحدة من أهم الفنون التي يتميز ويتفرد بها المغرب، في الوقت الذي لم تحظى في حياتها بأي تكريم من طرف المسؤولين عن المشهد الثقافي.
التقت مجلة “غالية” الشيخة القيدومة خديجة مركوم، من أجل تسليط الضوء على سيرتها ومسيرتها الحافلة، فقد عرفت شهرة كبيرة قل نظيرها في المغرب، لتعيش بعدها في خانة المنسيّات، لكنه لم يسلب شيئا من أنفتها وشموخها وكرامتها المعروفة، ولم تتودّد للظهور من أجل الظهور.
وتصرّ الشيخة خديجة مركوم عرابة العيطة، على تصريحها حول انقراض “الشيخات” و”الشيوخ” المتمكنين من النصوص الأصلية لفن العيطة، وأضافت أن أغلب المشتغلات بـ”العيطة” في الفترة الحالية يمتهن الرقص على حساب التغني، وهو ما لا يخدم هذا الفن العريق حسب تعبيرها، من قبيل شيخات “عطيه العصير” على حدّ تعبيرها.
وعن إلصاق النظرة الدونية بــ”الشيخات”، شدّدت خديجة، أن “الشيخة” بريئة مما يُنسب لها، وأن فن “العيطة” يتمحور حول المقاومة والمواضيع الإيجابية، بعيدا عن العبارات النابية، بل يجب أن يفتخر المغاربة بهذا الفن وبهذه الشخصية المنفردة “الشيخة”، التي تؤكد خديجة أنها كانت وما زالت تعتبرها شريفة، وتفتخر بها كل الفخر.