سنة 2019.. نماذج لمغرب صناعة “التفاهة” الإلكترونية
مع مرور السنوات وتطور التكنولوجيا ومعها وسائل التواصل الاجتماعية، باتت المجتمعات ولاسيما العربية، تعيش تحت وقع الصدمة، لا هي قادرة على تطوير مزايا هذه التطبيقات والوسائل ولا هي متمكنة منها حتى تحدد كيفيات استخدامها.
وأضحت منصات التواصل، من قبيل “واتساب” و”فيسبوك” و”أنستغرام” و”تيك توك”، بمثابة قاعة عرض لـ “التفاهة”، يكفي أن تتوفر على هاتف ذكي و”روشارج أنترنت” وانشر ما جادت به كاميرا هاتفك من سخرية وتنمر واتهامات، وحتى فضائح.
أما الطامة الكبرى، حسب بعض العارفين بمواقع التواصل الاجتماعية، ما يضمه موقع رفع الفيديوهات “اليوتيوب”، الذي يتسابق الكل وكأنهم في حلبة لـ “سباق الخيول”، لإعتلاء عرشه والاستحواذ على المركز الأول ضمن قائمة “الطوندونس”.
“إكشوان إكنوان”
تصريح بسيط لمواطن عادي لا يحسن نطق عبارة “إش وان إن وان” تحول عبر منصات التواصل لـ “ظاهرة”، الكل يبحث عن أخباره، من هو وما هي العبارات التي يرددها. بين عشية وضحاها أصبح هذا الموطن العادي “أسطورة زمانه”، يعقد لقاءات صحفية ويبث فيديوهات مباشرة على صفحات إلكترونية.
الشهرة التي حظي بها “إكشوان” مكنته من الاستفادة من عرس “خيالي” رفقة محبوبته، التي كان ينعتها بـ “اليتيمة”، لتصبح خليفته فيما بعد على مواقع التواصل، وتقتحم بدورها عالم “اليوتيوب”.
“المقالب”
فيديوهات يقول البعض إنها مفبركة، فيما يشدد البعض الآخر على أنها عفوية وتعكس الحقيقة.. لن تستطيع تصفح “اليوتيوب” دون مصادفة فيديوهات على شكل مقالب، أحيانا بين أصدقاء وأحايين أخرى بين أشقاء وأزواج.
تعددت طرق إيقاع “اليوتوبرز” ببعضهم البعض في المقالب، بين من يستعمل “الجّنون” أو “الموت” وبين من يوهم من يرغب في إيقاعهم في شباكه بأنه سيغادر أرض الوطن أو أنه لم يفلح في امتحان ما؛ وعلى الرغم من اختلاف الطرق إلى أن “الحكام” –أي رواد مواقع التواصل- أجمعوا على أن هذه الفيديوهات باتت “مملة” وغير ذات جدوى.
“مي نعيمة” و”العصير”
هي سيدة بدوية اشتهرت بمقطع فيديو تردد فيه عبارة “إيوا يا حميد” وتقوم بشرب عصير رفقة صديقتها، قبل أن يتبين أن هذه السيدة لها قناة رسمية على اليوتيوب تنشر فيها يومياتها في البادية.
يوميات “مي نعيمة” الهادئة والمليئة بـ “الضّحك”، عصفت بها “فلوس اليوتيوب”، بعدما خرجت في مقاطع فيديو عديدة تؤكد من خلالها تعرضها للسرقة من قبل القائمين على القناة.
“روتيني اليومي”
تعد فيديوهات “روتيني اليومي” بمثابة “قنبلة” سنة 2019. قبل أشهر قليلة على توديع السنة الحالية فوجئ مستعملو مواقع التواصل الاجتماعية بانتشار مقاطع مصورة لشابات منهن المتزوجات والعازبات، اللواتي يقمن بعرض مفاتنهن ضمنيا في فيديوهات يوثقن عبرها تفاصيل قيامهن بالأعمال المنزلية.
هذه الفيديوهات التي حققت نسب مشاهدة عالية على الرغم من تعرضها لانتقادات لاذعة من قبل مستعملي مواقع التواصل، دفعت العديد من المهتمين بـ “الويب” إلى المطالبة بتقنين النشر على “اليوتيوب” وقطع الطريق على كل من يسعى إلى تشييء المرأة وانتهاك حرمتها، حتى وإن كان هؤلاء الأشخاص هم نساء في الأصل.