احتفت فرقة مسرح البدوي، مساء يوم الثلاثاء الماضي، بالمسرح الوطني محمد الخامس بالرباط ، بالذكرى 70 لتأسيس فرقة مسرح البدوي.
وبهذه المناسبة صرحت نجلة الفنان القدير الراحل عبد القادر البدوي، الفنانة حسناء البدوي، بأنها اختارت على خلفية عرض أحدث العروض المسرحية لفرقة مسرح البدوي، الاحتفاء بالذكرى ال 70 لتأسيس الفرقة، التي أسست عام 1952، إبان فترة الإستعمار، وفي حضن المقاومة الوطنية، معتبرة إياها مسرحا للمقاومة، والذي تمكن من الاستمرار على نفس النهج والفكر الوطني، منذ تلك الحقبة وإلى غاية اليوم.
وأضافت حسناء بأن مسرح البدوي هو مدرسة عريقة كونت أجيالا من الفنانين وأنجبت نجوما كبار في مجال الإخراج والكتابة وأيضا التمثيل.
وشددت البدوي، على أن مسرح البدوي لازال مستمرا بقيادة جديدة، مطالبة في الآن نفسه من المسؤولين على الشأن الثقافي ببلادنا، الاهتمام أكثر بمسرحهم ومدرستهم، التي أصبحت جزءا من الذاكرة والثقافية للوطن.
وأبرزت الفنانة حسناء البدوي، بأن والدها، الفنان الراحل عبد القادر البدوي، كان يحضر للاحتفاء بالذكرى ال 70 لتأسيس فرقة مسرح البدوي، إذ كان يحضر لهذه المناسبة بحب وحماس كبيرين، إذ قام بإخراج أرشيف الفرقة من مكتبه منذ فترة الخمسينات إلى حدود اليوم، كما عمد على اختيار عدد من الصور والقصاصات التي كان يرغب في تسليط الأضواء عليها خلال يوم الاحتفال، وذلك بالموازاة مع تحضيره لكتابه، الذي صار حاليا بمرحلة الطبع وستيم تقديمه قريبا.
وأوضحت المتحدثة ذاتها على أنه كان لهذه الذكرى ال 70 وزن كبير في قلب قيدوم المسرح المغربي، الفنان عبد القادر البدوي ، إذ كان يأمل أن تجد صدى جميلا، وتكون بادرة خير لفتح الأبوب أمام مسرح البدوي، موضحة أن والدها غادر وفي قلبه غصة من التهميش التي طاله ومما وصفته بـ”الحصار” الذي يطال فرقته، آملة أن يتم رد الإعتبار لهذه الفرقة العريقة والمدرسة التي كونت أجيالا من الفنانين والجماهير.
وفي الختام شددت الفنانة حسناء البدوي، على عشق أسرة الفنان الراحل عبد القادر البدوي للمسرح، وتنفسهم للفن، لاسيما أنهم نشأوا في كنف أسرة فنية وتتلمذوا على يد الوالد، الأستاذ عبد القادر البدوي، والوالدة، الفنانة القديرة وقيدومة المسرحيات، الفنانة سعاد هناوي، مبرزة تشبتهم بفرقة مسرح البدوي، ورغبتهم في الاستمرار في هذه الفرقة، رغم أن المسؤولية كبيرة جدا، إذ باتوا يحملون على عاتقهم 70 عاما من تاريخ الفرقة الطويل والجميل، الذي وجد له صدى طيبا سواء على الصعيد العربي أو المحلي.
كما طالبت الفنانة حسناء البدوي، من المسؤولين على الشأن الثقافي ببلادنا الإهتمام بالمسرح، والتفكير في خلق فضاء خاص بمسرح البدوي، يضم متحفا لعبد القادر البدوي وأعماله، وجعله مزار للزوار من المغرب وخارجه من أجل التعرف على هذه المدرسة العريقة وتاريخها، إضافة إلى تمكين الأكادميين والباحثين من المراجع، وأيضا خلق مكان للتكوين المسرحي.