أخصائي علم النفس لـ”غالية”: فيديو كليب “البيغ” امتحان للساديين والمازوخيين
جهاد غناج
عرفت أغنية البيغ “psycho wrecking أو التدمير النفسي” التي طرحها ليلة الجمعة الماضي، على قناته الرسمية على اليوتيوب، تضاربا في الآراء بين متابعيه، فمنهم من اعتبرها خادشة للحياء وليس للكلمات علاقة بالفيديو كليب، ومنهم من فهم رسالة البيغ وصفق للخطوة الجريئة التي قام بها، وطريقة تطرقه للموضوع بشكل غير مسبوق.
وحقق فيديو كليب البيغ، مليون مشاهدة في ليلة واحدة، إلا أن تفسير مشاهده ضلت مركز تساؤل كل من شاهدوا أغنية البيغ، وفي هذا السياق ولحل لغز مشاهد الأغنية تواصلت “غالية” مع أهل التخصص، حيث اعتبر مهدي الخطابي، استشاري نفسي و معالج بالتنويم الإيحائي (المغناطيسي)، أن الكليب من الممكن أن يفسر حسب القدرة الاستيعابية لكل فئة عمرية لكن من باب علم النفس فمجرد اختيار العنوان psycho wrecking التدمير النفسي أو الذاتي ليس عبثيا.
وقال الخطابي، إن “psycho wrecking اسمه الأول هو psychobily وهو مجموعة من الألوان الموسيقية منها rock و punk و metal التي اجتمعت في مهرجان the american rumble لأول مرة في نيويورك سنة 2000، والذي كان بشراكة مع فرق أوروبية و وأمريكية، وهناك ظهرت رقصة خاصة بالذكور سميت ب wrecking و هي عبارة عن دائرة مغلقة من التدافع والشجار المستمر، إلى أن ينصرف كل واحد الى حال سبيله، ليصبح wrecking دلالة على العدوانية وإيذاء الذات و تعذيبها من خلال تلقيها للضرب من الناس الموجودين وسط الدائرة و الذي كان عند أشخاص بمثابة تنفيس عن النفس”.
أما بالنسبة للغلاف فيضيف المستشار النفسي مهدي الخطابي: “الغلاف يمثل الصورة الرابعة من اختبار “الروشاخ” وهو اختبار نفسي يقوم بيه الأخصائي أو الطبيب النفسي لتحليل اسقاطات الشخص على الرسمة والمكون من 11 رسمة أو طبعة على شكل بقع حبر، لم تعد معتمدة علميا وأكاديميا في بعض الدول، حيث وضع البيغ صورة وجهه في بقعة “الروشاخ” كدلالة على شخصية متضاربة أو سكيزوفرينية، وبالتالي الجمهور الذي سبق وأن شاهد فيلم “الفيل الأزرق” بطولة كريم عبد العزيز ونيلي كريم أو طالعوا الرواية سيفهمون الأمر”.
وفي رأي المستشار النفسي، أن الأشخاص اللذين رأوا مثلا حيوان في الغلاف أو شخصين متقابلين، فهم غالبا شخصيات عدوانية، نرجسية، لديها اضطربات جنسية بين السادية و المازوخية، وهذا ما أراد البيغ إيصاله من خلال الفيديو كليب.
وتفسيرا للشخصية التي تتفسح ليلا بالكليب، قال اخصائي علم النفس، انها شخصية نرجسية سادية، غير أن الكلمات تظهر الشخصية مازوخية، وهذا ما وضح تناقض الفيديو كليب مع الكلمات، لكن المعنى هو نفسه، إظهار الشخصية البرادوكسية والازدواجية في الكليب، فمثلا، عند دخول الشخصية التي يجسدها البيغ في الفيديو الكليب الى البيت، نرى في بعض اللقطات مدحه ومحاولته تحرير الفتاة المستلقية على السرير، المكان الذي مرت به معظم لقطات الفيديو كليب، وهنا تتمثل نظرة المجتمع للمرأة، فبالرغم من اتساع مجال عيشها وتمردها بإغراءاتها الجسدية الا أنها ظلت حبيسة السرير، بالاضافة الى الخضوع عندما تحمل سترته وتشمها.
وأردف مهدي:” نلمح جيدا النزعة السادية في شخصية الكليب التي تغلبه حينما كان يرسم الفتاة ويحاول إظهار جمالها، الا أنه أخذ يرسم لها قيودا وسلاسل في يديها ورجليها، وهذا ماكان في الواقع حينما أراد امتلاكها، فبمجرد ما حاولت مقاومته قتلها، بعد ذلك تظهر شخصيته الثانية، والتي ينعت ويمسح فيها زلاته أو خلاصه، حيث تظهر في اللوحة وضعية لوحة المسيح، التي رسمها “دافينتشي” تحت عنوان الخلاص، والتي اشتراها ابن سلمان وأصبحت أغلى لوحة حاليا”.
وأضاف مهدي الخطابي، “أن رسالة فيديو كليب “البيغ”ـهي أننا في المجتمعات المحافظة والتي تدعي الديموقراطية، يعرف أفرادها تضاربات نفسية وعقلية، وهذه التضاربات تجعلنا نرى أنفسنا سويين، لكننا متناقضين مع أنفسنا، نريد ممارسة التحرر والسيطرة لكن دون أن يفرضها علينا أحد، وهذا هو معنى الفقرة الأخيرة لـ “ألدوس هيكسلي “، نقوم بالعديد من الممارسات والأفعال، وإذا ظهرت بشكل غير لائق نتملص منها ومن تحمل مسؤوليتنا تجاهها وتحمل عواقبها.
وفي الختام يقول مهدي الخطابي المستشار النفسي والمعالج بالتنويم الإيحائي (المغناطيسي):” الخلاصة، أغنية البيغ تدعو للحد من العنف ضد النساء ومحاربة الفكر المتطرف”.