المهرجان الدولي للفيلم بمراكش يكشف عن المتوجين بجوائز الدورة 20
عقب تسعة أيام من العروض واللقاءات، كشفت لجنة التحكيم، التي ترأستها الممثلة الأمريكية جيسيكا شاستين، عن المتوجين بجوائز الدورة العشرين للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، التي عرفت مشاركة 14 فيلما في المسابقة الرسمية.
ولأول مرة في تاريخ المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، تعود النجمة الذهبية لفيلم مغربي: “كذب أبيض” لأسماء المدير.
كما منحت جائزة لجنة التحكيم مناصفة لفيلمي “عصابات” لكمال الأزرق (المغرب) و”باي باي طبريا” للينا سوالم (فلسطين)، مع العلم أن هذه الأفلام الثلاثة المتوجة سبق لها أن شاركت في “ورشات الأطلس”، برنامج الصناعة السينمائية للمهرجان، الذي تم إحداثه سنة 2018، مؤكدة بذلك دورها كمنصة مهمة لدعم المواهب السينمائية الجديدة من العالم العربي وإفريقيا.
ومنحت لجنة التحكيم جائزة الإخراج لراماتا – تولاي سي، عن فيلمها “بانيل وأداما” (السنغال).
فيما منحت جائزة أفضل ممثلة لأسيا زارا لاكومدزيا عن دورها في فيلم “نزهة” لأونا كونجاك (البوسنة والهرسك). وعادت جائزة أفضل ممثل لدوكا كاراكاس عن دوره في فيلم “المهجع” لنهير تونا (تركيا).
وتشكلت لجنة تحكيم الدورة العشرين للمهرجان من ثماني شخصيات تنتمي للقارات الخمس، برئاسة جيسيكا شاستين. ويتعلق الأمر بالممثلة الفرنسية الإيرانية زر أمير، والممثلة الفرنسية كامي كوتان، والممثل والمخرج الأسترالي جويل إدجيرتون، والمخرجة البريطانية جوانا هوك، والمخرجة الأمريكية دي ريس، والمخرج السويدي من أصل مصري طارق صالح، والممثل السويدي ألكسندر سكارسجارد، والكاتبة الفرنسية المغربية ليلى سليماني.
وبذلك تكون الدورة العشرون للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش قد أوفت بكل وعودها، رغم الظرفية الصعبة، إذ ركزت أكثر من أي وقت مضى على السينما كلغة كونية من أجل زيادة الوعي وتحقيق التقارب بين الشعوب.
وعرفت هذه الدورة مشاركة أعداد كبيرة من الجمهور الذي شاهد عروض الأفلام وحضر مختلف فقرات المهرجان، حيث تم اعتماد ما يقارب 21000 مشاركا حصلوا على بطاقاتهم الإلكترونية بشكل مجاني.
وكما هو الحال في كل عام، عرف المهرجان مشاركة ما يقارب 8000 طالب وطفل ومراهق من المنطقة، حضروا عروض الأفلام المبرمجة في قسم “سينما الجمهور الناشئ”، من بينهم 750 طفلا ينحدرون من منطقة الحوز.
وحظي بالتكريم في الدورة العشرين للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش شخصيتان مرموقتان من السينما العالمية والمغربية، هما الممثل الدانماركي مادس ميكلسن، والمخرج المغربي فوزي بنسعيدي.
وفي كلمته بالمناسبة، قال فوزي بنسعيدي: “اليوم، أحظى بالتكريم وعمري 25 سنة (من الممارسة السينمائية)، فيلمي القادم لن يكون الفيلم السابع، بل الفيلم الأول، كل أفلامي هي أفلام أولى، فالسينما لا تصور اليقين، بل تصور الشك، والعيب، والحادث، والضعف، لا يمكن للمخرج أن يكون في مأمن من صخب العالم، وصخب العالم في هذه اللحظة مؤلم جدا، ومأساوي، ومليء بصراخ الأطفال”.
من جهته، لم يستطع مادس ميكلسن أن يخفي مشاعره وهو يحظى بالتكريم، مصرحا “إنه أمر هائل بالنسبة لشخص كان صغيرا بالأمس في كوبنهاغن، والذي لم يكن يحلم بأن يصبح ممثلا في يوم من الأيام، لكن رغم ذلك، كان له أبطال شاهدهم مرارا وتكرارا، واختتم الممثل الدانماركي حديثه قائلا: ” أمر خارق بالنسبة لي أن تمنحني مراكش فرصة اللقاء بكل هؤلاء الأبطال ومشاركة المنصة معهم”.
كما استجابت العديد من الأسماء الشهيرة من مهنيين مغاربة ودوليين لدعوة مهرجان مراكش، من بينهم 10 شخصيات أتت من القارات الخمس لتشارك في برنامج «حوار مع…»، الذي شهد محادثات حميمة متحررة من كل القيود مع كل من الممثل والمخرج الأسترالي سيمون بيكر، والمخرج المغربي فوزي بنسعيدي، والمخرج الفرنسي برتران بونيلو، والممثل الأمريكي ويليم دافو، والمخرج والمنتج الهندي أنوراغ كاشياب، والمخرجة اليابانية نعومي كاواسي، والممثل الدانماركي مادس ميكلسن، والممثل والمخرج الأمريكي – الدانماركي فيجو مورتنسن، والممثلة الاسكتلندية تيلدا سوينتون، والمخرج وكاتب السيناريو الروسي أندري زفياجينتسيف.
في المجمل، تمكن جمهور المهرجان من اكتشاف 75 فيلما من 36 دولة موزعة على عدة أقسام: المسابقة الرسمية، العروض الاحتفالية، العروض الخاصة، القارة الحادية عشرة، بانوراما السينما المغربية، سينما الجمهور الناشئ، إضافة إلى الأفلام التي تم عرضها في إطار التكريمات.
وككل عام منذ 2018، عرفت “ورشات الأطلس”، برنامج الصناعة والتطوير للمهرجان، حضور أزيد من 300 خبير مهني دولي من أجل 25 مشروعا وفيلما في مرحلة التطوير أو في مرحلة التصوير من 11 دولة، على مدى دوراتها الستة، قامت “ورشات الأطلس” بمواكبة 136 مشروعا وفيلما سينمائيا، منها 57 مشروعا وفيلما مغربيا، وثلاثة من الأفلام المتوجة هذه السنة.
كما عرفت هذه الدورة العشرون مشاركة متميزة للمهنيين المغاربة الذين بلغ عددهم 900 مهني، وتغطية إعلامية مهمة، حيث تم اعتماد 163 منبرا إعلاميا، وحضور 518 صحفيا ومصورا، وصحفيا مراسلا مصورا، ومشاركة مصورين مغاربة وأجانب حضروا من جميع القارات.
وتميزت هذه الدورة كذلك، والتي نظمت تحت شعار الرزانة، بمشاركة قوية لعشاق السينما، وبلقاءات حميمية بين المهنيين السينمائيين والجمهور، وذلك خلال اللقاءات الحوارية والنقاشات التي أعقبت عروض الأفلام، كما ركز المهرجان هذه السنة على تنوع التجارب السينمائية العالمية، وساهم في الكشف عن مواهب جديدة، ومنح للمهرجانيين فرصة اللقاء بأسماء كبرى من السينما العالمية.